الطاهر الطويل
أعلنت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام عن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون، الذي تقيمه تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبتوجيهات سموّ الشيخ الدكتور راشد بن حمد بن محمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وذلك خلال الفترة من 20 فبراير ولغاية 28 فبراير 2020 بمشاركة عربية ودولية واسعة.
عبد الكريم برشيد: المهرجان تطور بشكل ملحوظ
أعرب الكاتب المسرحي المغربي الدكتور عبد الكريم برشيد (رئيس مسابقة الفجيرة الدولية ـ نصوص المونودراما) عن اعتزازه بمواكبة المهرجان منذ سنوات، وقال: الفجيرة إمارة جميلة، وتهتم بالعمل الثقافي، وشرعت منذ سنوات في تنظيم مهرجان المونودراما، وربما كان هذا المهرجان من أوائل المهرجانات المختصة، وهو مهرجان دولي تحضره مجموعة من الفرق العالمية، وبالتالي هو شرفة على فن من فنون الحكي والبوح، لأنه قريب من القصة والسيرة الذاتية.
وأضاف قوله: على هامش المهرجان، أقامت هيئة الثقافة والإعلام بالفجيرة مسابقة في كتابة النصوص الدرامية، وحصل لي الشرف أن أكون من بين أعضاء لجنة التحكيم فيها، لدورات متتالية، حيث تخصص جوائز قيمة للفائزين. والمسرحية الفائزة يتولى المهرجان إخراجها، وتقدم خلال حفل الاختتام. ويتم طبع ونشر النصوص العشرة الفائزة وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية. وسبق للكاتب المغربي طه عدنان أن فاز بنص مونودرامي عنوانه “باي باي جيلو”.
وأوضح برشيد أن الإعلام يندرج أيضا في صميم اهتمامات الفجيرة، حيث أقيمت ندوة دولية في هذا المجال. كما أفاد بأن المهرجان تطور بشكل ملحوظ، ليصبح اليوم شاملا لكل الفنون، حيث يشهد حفل افتتاح غنيا بعروضه، وبإطلاق الشهب الاصطناعية. ويتضمن برنامجه ندوات وورش وإصدارات، ويقدم يوميا عرضان مسرحيان، وتوجد قرية ثقافية تقدم فيها محترفات شعبية ومنتجات الطبخ والحلويات والمأكولات، وذلك بنوع من التلاقي الإنساني، وتعرض الفرق الشعبية الإماراتية مختلف الفنون والأهازيج. كما يتضمن برنامج المهرجان الإعلان عن جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع.
واعتبر الكاتب المغربي مهرجان الفجيرة بمثابة “سوق عكاظ كبير، يقدم الإبداع الحقيقي ويحتفي بالمبدعين من كل أرجاء الوطن العربي والعالم.” كما أشار إلى أن هذا المهرجان يقف وراءه الشيخ الدكتور راشد بن حمد بن محمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ويشرف على فعالياته بإدارة محكمة المهندس محمد سيف الأفخم الذي هو مثقف ومبدع ورئيس الهيئة الدولية للمسرح.
أمين ناسور: “أغورا” للفنانين العرب والعالميين
من جهته، قال الممثل والمخرج المسرحي المغربي أمين ناسور إن ما يميز هذا المهرجان كونه تظاهرة ثقافية وفنية متنوعة، تجمع مجموعة من الفنانين والمبدعين من مختلف الأقطار، في لقاء كبير من أجل التعارف وتبادل التجارب. تحضر المهرجان أسماء وازنة جدا، ومن ثم أعتبره بمثابة “أغورا” AGORA كبيرا للفنانين العرب للتواصل وبحث سبل العمل العربي المشترك، لأننا يجب أن نخرج من القطرية والمحلية إلى فضاء أرحب وأشمل، ألا وهو الفضاء الإبداعي العربي.
واستطرد قائلا: هذه مبادرة خلاقة وطموحة ومهمة، فمن النادر جدا أن تجد موعدا ثقافيا يجمع كل الفئات الثقافية والفنية، وبتوجهات فنية متعددة، وبالتالي أعتبر هذه مغامرة محمودة أتمنى لك المزيد من التألق والاستمرارية.
لطيفة أحرار: الفجيرة منصات مفتوحة
وصرحت الفنانة لطيفة أحرار قائلة: “أول مرة حضرت فيها المهرجان كانت سنة 2005، بدعوة من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وبدعوة من المهندس محمد سيف الأفخم، حيث كانت فرصة سانحة لي للتعرف على المهرجان وعلى إمارة الفجيرة. وقد قدمت مسرحية “الليلة الأخيرة” عن نص للكاتب الإماراتي الأستاذ محمد سعيد الضنحاني، والمثير أن العرض قدم برؤيتين مختلفتين للنص نفسه، رؤية أولى من إخراجي وتمثيلي، ورؤية أخرى من إخراج وتمثيل فنانة من ليتوانيا هي “بيروتي مار”، وكانت فرصة لي للتعرف على المهرجان وعلى إمارة الفجيرة. العمل الذي قدمته شارك فيه عبد الحي السغروشني في الإنارة والديكور وسناء شداد في الملابس. وشهد المهرجان حضورا قويا لفنانين ومبدعين من العديد من البلدان العربية والشرقية والغربية، وتضمن ندوات ولقاءات مختلفة علاوة على العروض المسرحية.
وأضافت: “بعد سنتين من هذه المشاركة، قدمت مسرحية مونودرامية بعنوان “العازفة” للأديب السعودية ملحة عبد الله، وشارك في الإنجاز الفني للعمل: عبد الحي السغروشني وطارق الربح وسعيد عامل ونبيل بن عبد الجليل ورامون باييس. وقد عرضت المسرحية في العديد من المهرجانات وحازت على جوائز كثيرة من بينها جائزة التشخيص في المهرجان الوطني للمسرح سنة 2012.
وأكدت أحرار أنها تابعت المهرجان وهو يتحول من مهرجان متخصص في المونودراما إلى مهرجان منفتح على مختلف الفنون، لدرجة يمكن القول معها إنه مجموعة من المهرجانات في مهرجان واحد، إذ يشهد العديد من الفعاليات والاحتفالات، تصبح معها الفجيرة منصات مفتوحة، تستقطب كل الفنانين الوافدين من مختلف القارات. وفي كل مرة أجيء فيها إلى هذه الإمارة ـ تقول الفنانة المغربية ـ أجد منشأة ثقافية أو فنية جديدة، وأكتشف وجوها أخرى ولا سيما الشباب من مختلف أرجاء الوطن العربي، حيث يمكن الخروج بمشاريع ثقافية جديدة.
طارق الربح: مجال عملي للشباب
الكاتب والفنان السينوغرافي المغربي الدكتور طارق الربح أفاد بأنه واكب مهرجان المونودراما منذ عام 2011، حيث شارك ضمن الفريق الفني لعرض “العازفة” الذي أدته الفنانة لطيفة أحرار، عن نص للكاتبة السعودية ملحة عبد الله. كما أتيح له بعد ذلك المشاركة في دورة لاحقة للمهرجان.
وتابع قوله: “أعتبر مهرجان الفجيرة للفنون نموذجا للمهرجانات التي تكون في مناطق صغيرة، ويمكن أن يتطور ليصير موعدا عالميا مهما للفنانين العرب والعالميين، ليس فقط في نوع إبداعي واحد، وإنما في مختلف الفنون والإبداعات.”
المهرجان أيضا فرصة لشباب الفجيرة لتطوير كفاءاتهم وتجاربهم في مجال التنظيم والتدبير التقني للأنشطة، وهذا شيء مهم جدا في بلد يطمح لاستقبال الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة. ومن ثم، فالمهرجان مجال عملي وتطبيقي لاحتكاك الشباب الذين يستقبلون العديد من الأسماء الفنية في مجالات متعددة.
وأكد طارق الربح أن الجميل كذلك أن المهرجان مضى بعيدا في تكريس التنوع، ورغم ذلك لا تحس بوجود أي نشاز، بل هناك تكامل بين مختلف الفعاليات، وتحس أيضا أن هذه التظاهرة الفنية تكبر سنة بعد أخرى.
كما لفت الانتباه إلى وجود عدد هائل من الضيوف الذين يعدّ المهرجان بالنسبة لهم فرصة لتجديد اللقاء وتطوير الأفكار والتلاقح بين التجارب.
برنامج إبداعي متنوع
يفتتح مهرجان الفجيرة الدولي للفنون بعرض فني ضخم على كورنيش الفجيرة، وفق أحدث التقنيات العصرية التي تضمن حضورا لافتا، وسيكون الافتتاح الذي يقام مساء يوم 20 فبراير الجاري على شاطئ الفجيرة بمثابة المفتاح الذهبي للدخول إلى عالم المهرجان الذي يشارك فيه فنان العرب محمد عبده والفنان حسين الجسمي والفنانة أحلام. والعرض من إخراج وسينوغرافيا الفنان السوري ماهر صليبي وكلمات الدكتور محمد عبد الله سعيد الحمودي وموسيقى وليد الهشيم.
يضم المهرجان على مدار ثمانية أيام متواصلة سلسلة من العروض الفنية والمسرحية والموسيقية والتشكيلية والأدائية القادمة من مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى فنون شعبية من دولة الإمارات. وتشكل عروض المونودراما حدثا مهما وسط فعاليات المهرجان، حيث يعرض مهرجان الفجيرة 12 عرضاً مونودرامياً من الامارات و الجزائر وتونس وفلسطين وسوريا والبحرين وكردستان العراق وسيرلانكا واليونان وانكلترا وليتوانيا.
وإضافة إلى الندوات التطبيقية المصاحبة للعروض المصاحبة للعروض المونودرامية والندوة الفكرية، ينظم المهرجان عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، إذ يحتضن حفل توزيع جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع في دورتها الثانية، حيث شهدت هذه الدورة إقبالاً كبيراً على المشاركة والتنافس في حقولها الأدبية والثقافية من 27 دولة من مختلف أنحاء الوطن العربي بالإضافة إلى الهند وبعض دول القارة الأفريقية مثل غينيا وتشاد.
ويقدم المهرجان 42 عرضاً موسيقياً وغنائياً من مختلف الدول العربية والأجنبية، تتوزع بين فرق موسيقية وعروض غنائية وفنون شعبية ورقص معاصر، حيث يحيي الفنانون شيرين عبد الوهاب وعاصي الحلاني وفيصل الجاسم والمغنية تاميلا من كوستاريكا والفنانة هند البحرينية والفنانة السودانية ستونة وسليمان القصار وعبد الله بالخير والفنانة فطومة ومصطفى حجاج وهزاع الضنحاني ونانسي عجاج ووائل جسار والفنانة جيسي، حفلات غنائية خاصة، إضافة إلى نجم حفل الختام الذي يحيه فنان العرب الفنان السعودي محمد عبده وذلك على مسرح الكورنيش. كما يضم المهرجان حفلات موسيقية وغنائية من الإمارات والأردن والهند وتونس ومصر وسلطنة عمان وأرمينيا والفلبين.
وتقدم تسع فرق إماراتية للفنون الشعبية عروضها طيلة أيام المهرجان في القرى التراثية التي يقيمها المهرجان في الفجيرة ودبا الفجيرة، ويصاحب فعاليات المهرجان معرض نحت تحت عنوان “نحت الفجيرة” كحدث ثقافي وفني مميز لإمارة الفجيرة ، حيث يتم اختيار اثنين من النحاتين على مستوى العالم والذين سيعملون على عمل منحوتة خاصة هدية للإمارة في مدة لا تقل عن 16 يوم ، كما يتضمن مهرجان الفنون إقامة متحف للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ ومعرض الثوب الإماراتي، إضافة إلى تنظيم مهرجان للمأكولات المتجولة وورشة لتعليم صناعة العرائس.
ويستضيف المهرجان عدداً كبيراً من نجوم التمثيل والغناء والفنون الادائية، حيث يحل أكثر من 600 نجم عربي وأجنبي ضيوفاً على المهرجان، من 60 دولة عربية وأجنبية.