عروض مسرحية وحفلات موسيقية وتراثية في مهرجان الفجيرة الدولي للفنون

الطاهر الطويل

تابع جمهور مهرجان الفجيرة الدولي للفنون خلال الأيام الأولى من الدورة الحالية عروضا مسرحية مشاركة في الشق المتعلق بالمونودراما، وهي لفرق قادمة من تونس وليتوانيا والجزائر وروسيا وفلسطين.
قدمت فرقة “كلاندستينو” التونسية عرضا بعنوان “حدود”، من تأليف وإخراج وليد الدغسني، وتمثيل منير العماري. يطرح العمل تأثير الأفكار المتطرفة على فئة من الشباب العرب، من خلال قصة شاب تونسي استقطبه تنظيم “داعش” نحوه للاقتتال في سوريا والعراق. وعلى امتداد لحظات العرض، يبرز تمزق البطل وضياعه جراء الضغط النفسي الممارس عليه.
وشاركت الممثلة والمخرجة الليتوانية بيروتي مار بعرض عنوانه “بوذا في العلية”، كان تمجيدا للمحبة والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والديانات، ونبذا للعنف ورفض الآخر. قام العرض على حكاية معاناة فتيات يابانيات أبحرن من اليابان إلى سان فرانسيسكو للقاء أزواج المستقبل.
أما الفنان الجزائري محمد بن بكريتي فقد قدم عرضا من تشخيصه وإخراجه بعنوان “الملقن” عن نص للشاعر السعودي أحمد الملا، عرض يزيح الستار عن واقع الممثل المهمش، وهو في الوقت نفسه إسقاط على كل المجالات وانعكاس للواقع المعاش لكل الفئات.
وجاءت المشاركة الروسية بمسرحية “سيتي مانا” من تأليف ليديا كوبينا وفيرونيكا بيراشيفيتش وإخراج تانيا كاباروفا وتشخيص ليديا كوبينا، وهي مسرحية تشتغل على الجسد الروح والطاقة الانفعالية للممثلة، بالتركيز على الأداء الكوريغرافي والمصاحبة الموسيقية، في غياب لأية حوار منطوق.
فيما تمثلت المشاركة الفلسطينية بمسرحية “قهوة زعترة” التي أداها حسام أبو عيشة من إخراج كامل الباشا. في قالب الحكواتي الساخر، يستعيد العامل “صالح” حكاية مقهى “زعترة” بالقدس وشخصياتها المختلفة، بصيغة تربط الماضي بالحاضر.

موسيقى وغناء وشعر

من جهة أخرى توالت الحفلات الموسيقية والغنائية للعديد من النجوم العرب والأجانب، من بينهم: فيصل الجاسم (الإمارات)، عاصي الحلاني (لبنان)، تاميلا هيدستروم (السويد)، هند (البحرين)، ديانا كرزون (الأردن)، ستونة (السودان)، عبد الله بالخير (الإمارات)، شيرين عبد الوهاب (مصر).
كما قدمت فرقة “نايا” الأردنية، بقيادة الدكتورة رولا جرادات، مجموعة من الأغاني الكلاسيكية العربية وبعض الأغاني الطربية الأردنية والعربية والخليجية، إضافة إلى وصلة فنية من التراث الأردني.
واحتضنت فضاءات المهرجان حفلات لعدد من الفرق الشعبية الإماراتية والخليجية، تفاعل معها جمهور المهرجان وضيوفه بشكل لافت، حيث أمكن التعرف على خصوصيات أنماط التراث المحلي الذي يجمع بين الموسيقى والرقص والغناء كفن “الرزيف” الحربي وفن “الهبان” وفن “السحبة” وفن “الدان” و”الفن البحري”…
واستضاف المهرجان، أيضا، الشاعر المصري فاروق جويدة الذي قرأ مجموعة من قصائده العاطفية والقومية المكتوبة وفق نمط القصيدة العمودية وكذلك قصيدة التفعيلة.


“من التراب إلى السحاب”

وكان مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الخامسة قد انطلق بأوبريت حملت عنوان “من التراب إلى السحاب”، واستعرضت في قالب مسرحي وموسيقي وغنائي احتفالي المراحل الزمنية المتعاقبة التي مرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، من النشأة الأولى للدولة التي كانت تعتمد على صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ وبعض الأنشطة الزراعية المحدودة، إلى المرحلة الثانية التي تتضمن ازدهار الاقتصاد والتجارة ومرحلة الإعمار، ليختتم بالمرحلة الثالثة التي تتحدث عن دخول الإمارات نادي الفضاء العالمي كخطوة كبيرة نحو استشراف المستقبل العلمي للدولة.
تكون فريق العمل من: ماهر صليبي (سينوغرافيا وإخراج) ووليد الهشيم (تأليف موسيقي)، ومحمد عبد الله سعيد الحمودي (أشعار)، بمشاركة نجوم الغناء العربي: محمد عبده وحسين الجسمي وأحلام ونجوم التمثيل: جابر جوخدار وهاني البكار وراشد النقبي وأميرة مالوش، وفرقة سمة للمسرح الراقص والكوريغراف علاء كريميد.


متحف العندليب الأسمر
على صعيد آخر، شهدت الدورة الثالثة لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون إقامة متحف خاص بمقتنيات “العندليب الأسمر” الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، في مسرح الكورنيش – القرية التراثية، يضم مجموعة من المقتنيات النادرة التي ظهر بها الفنان الراحل في عدد من المناسبات العامة والخاصة، فضلاً عن وجود مقتنيات لم تظهر خلال أعماله الفنية.
المتحف الذي افتتح أبوابه للعموم مساء الخميس المنصرم، يشمل أكثر من ثلاثين قطعة من مقتنيات “العندليب”، متوزعة ما بين ملابسه وأحذيته وخطابات شخصية لأخيه وإكسسواراته الشخصية. ومن بين المعروضات: البذل التي ارتداها عبد الحليم في عدد من الحفلات والمناسبات كحفلة “قارئة الفنجان”، وحفل نادي الجزيرة، ومناسبة عقد قران ابنة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وحفل “حاول تفتكرني”، وحفل “فاتت جنبنا”، بالإضافة إلى معطف رحلته الأخيرة إلى لندن ومعطف رحلاته إلى أوربا وسترة فيلم “يوم من عمري” وأغنية “بأمر الحب” وقميصين اعتاد ارتداءهما في مناسبات عديدة.
كما يضم المعرض قميصا كان يحضر به التدريبات خلال الخمسينات في استوديوهات الإذاعة المصرية، وآخر كان يرتديه في تدريبات النادي الماسي في الستينات، وحذاءين خاصين به.
ويحتوي أيضا على خاتم أهدته له فتاة مقربة منه كانت تسمى «ديدي» وقد توفيت في حياته، وساعتين يد، إحداهما عبارة عن حجر كريم وذهب خالص، وأخرى من الذهب الخالص، كان يلبسهما في حفلاته الفنية.
ويعرض المتحف كذلك قطعتين من حذائه الأول من اللون الأخضر الغامق، والآخر البني، وولاعته التي أهدتها له صوفيا لورين بحضور الفنان الراحل عمر الشريف، والقلم الخاص به الذي كان يوقع به للمعجبين، وحقيبة يده التي كان يحمل فيها أوراقه الخاصة وأدويته ولوازمه الخفيفة، وميكروفون لتسجيل التدريبات في منزله، وآلة “ميلوديكا” كان يعزف عليها في خلوته.

ذات صلة