“العالم العربي بقعة كبيرة من التخلف والقمع، ويستحيل أن يكون الإعلام استثناءً”. رأي عبّر عنه إعلاميُّ “الجزيرة” الكبير، محمد العلمي، أمس، في تدوينة على “فيسبوك”، وينطبق هذا التوصيف بشكل بارز على النظام المصري الحالي في صنيعه مع الإعلاميين المُعارضين، خاصة المقيمين في تركيا. لم يكتف نظام السيسي باستغلال التقارب الموجود حاليا بينه وبين أنقرة، للضغط عليها من أجل منع الإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر من الظهور عبر القنوات المصرية المعارضة؛ بل إنه طلب من المسؤولين الأتراك حرمان المعنيين حتى من حق الرأي والتعبير عبر شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية. إلهذه الدرجة…
تابعالكاتب: الطاهر الطويل
تلفزيون دون وزراء…!
أخيرًا، ارتاح المغاربة من تلك الوجوه التي تفرض نفسها عليهم كل مساء في نشرات الأخبار التلفزيونية. لمدة ثلاثة أشهر، ستختفي التدشينات الوزارية التي لا تنتهي، ويرتاح المُشاهد من لغة الخشب المنبعثة من أفواه الوزراء، والمليئة بالوعود والتسويفات والأحلام الوردية. والسبب أن الأوامر الملكية نزلت من أجل يتفرغ أعضاء الحكومة لمهامهم الاعتيادية، وفي الوقت نفسه يستعد كل واحد منهم للنزال الانتخابي، دون أن يستغل التلفزيون والنشاط الوزاري للدعاية لنفسه ولحزبه، ويحوّل «الإنجاز» الحكومي (هذا إذا كان هناك إنجاز فعلا) إلى انتصار شخصي وحزبي. لعلّ المغاربة يحيون هذه السنة، صيفًا جميلاً، دون…
تابععراك افريقي على الصندوق السحري!
الحكاية كلّها تدور حول «الصندوق السحري» الذي اعتُبِر بطلَ المَشاهد الطريفة المتداولة هذا الأسبوع، عبر القنوات التلفزيونية العالمية ومنصّات التواصل الاجتماعي. وبقدر ما بَدَا المشهد الواقعي طريفًا، بقدر ما كان مُخزيًّا، إذ جَسَّدَ الدرك الأسفل الذي نزل إليه بعض السّاسة الأفارقة الذين يُفترض فيهم أن يُعطوا المثال لشعوبهم في السلوك الحضاري، لا أن يحوّلوا فضاءات الحوار الديمقراطي إلى ساحة لفنون القتال. وكما قال حكيم الشعراء: «إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص». في الواقع، الصندوق صناديق: صندوق الخدع السحرية، وصندوق الكنوز، وصندوق الثروات، وصندوق المؤسسات العمومية…
تابعليلة سقوط أسطورة «القبة الحديدية»!
لو أن راويًّا حكى تلك المَشاهد شفويًّا، أو كتبها في أوراق ومذكّرات، لقيل إنّ في الأمر مبالغةً وتضخيمًا وقلبًا للحقائق، ولكنّ العالم أجمع رأى بأمّ عينيه، عبر القنوات التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي كيف دبّ الرعب في أوصال «إسرائيل» وكيف أصبح «مواطنوها» يبحثون عن الملاجئ للاختباء فيها، وكيف صار آخرون يقصدون المطارات من أجل الهروب نحو وجهات آمنة، بعدما أصاب الشلل الحياة الاجتماعية هناك، وكيف اضطر برلمان الكيان الصهيوني إلى قطع إحدى جلساته المبثوثة مباشرة عبر التلفزيون، وكيف غَدَا أفراد من جيش الاحتلال يرتعدون ويبكون ويتوسلون لزملائهم ورؤسائهم كي لا يزجّوا…
تابعقناة جزائرية تعتذر للشعب المغربي!
نعم، اعتذرت قناة «الفجر» الجزائرية، والاعتذار خصلة إنسانية رفيعة، قبل أن يكون سلوكًا يندرج ضمن أخلاقيات مهنة الإعلام، لكن هذه الخصلة صارت عملة نادرة في عالمنا الإعلاميّ اليوم، لا سيما على الصعيد العربي، فما أكثر التجاوزات التي تُرتكَب في فضاء هذه المهنة النبيلة التي يُطلَق عليها اسم «صاحبة الجلالة» و«السلطة الرابعة» تقديرًا لمكانتها السامية ولأدوارها الطلائعية. اعتذرت القناة التلفزيونية الجزائرية للمغاربة قاطبةً، عن الموقف المُحرج الذي وضعها فيه مُخرج وممثل تلفزيوني، توسّمت فيه الخير والإبداع، لكنه خذلها وشوّه صورتها أمام الملأ، وورّطها في «فضيحة بجلاجل» كما يقول التعبير الشائع، إذ…
تابعمحامون… ملائكة أم شياطين؟
يبدو أن البعض يضيق صدرهم بالفنون، فلا يقبلونها، سواء كانت جادّة أم هازلةً. ذلك ما هو حاصل هذه الأيام في المغرب، إذ ثارت ثائرة عدد ممّن أخذتهم الغيرة على مهنة المحاماة، فطفقوا يوجّهون سهام النقد نحو سلسلة كوميدية تُقدّم على القناة الأولى المغربية خلال رمضان، تحت عنوان «قهوة نص نص» بدعوى أنها تُبرز المحامين في صورة مُهينة! وليت الأمر توقّف عند هذا النقد الانطباعي التبسيطي، بل إنّ أنباء ذكرتْ أن هيئة حقوقية مغربية عقدت العزم على مقاضاة السلسلة التلفزيونية المذكورة، بتهمة «إهانة هيئة ينظمها القانون» وأنها مهّدت لذلك بتقديم شكاية…
تابعالتمور الجزائرية والخلاف مع المغرب!
نعمان لحلو فنان ملتزم بالقضايا الإنسانية، ومتحدّث لبق وجيد. تلك صفتان من بين صفات أخرى تجعله ضيفًا خفيفًا، حاضرًا في العديد من البرامج التلفزيونية، وهو يستحقّ ذلك؛ بخلاف مجموعة من «مُطربي» آخر ساعة الذين يقفزون بالمظلات وينزلون فوق سطوح السهرات الفنية، لكنهم «لا في العير ولا في النفير» على حد قول العرب قديمًا؛ لا صوتًا طروبًا، ولا طلاقةً في التعبير، ولا عمقًا في الرؤية، ولا رُقِيًّا في الموقف. استُضيفَ نعمان لحلو، الأسبوع الماضي، من طرف برنامج «مساء الخير يا مغرب» على قناة «شذى تي في» بمناسبة إصداره أغنية جديدة عن…
تابعقنوات المعارضة وثمن المصالحة بين مصر وتركيا!
يكاد الإعلاميون المُطبّلون للسيسي، هذه الأيام، يطيرون من شدة الفرح، والسبب أنهم يتوقعون أن يقود التقارب المصري ـ التركي الجديد إلى «تليين» خطاب القنوات المعارضة التي تُبثّ انطلاقًا من بلاد أتاتورك. تركيا التي آوت مُعارضي الانقلاب في مصر، لا سيما الإعلاميين الذين أنشأوا قنوات «الشرق» و»مكملين» و»وطن» تجد اليوم نفسها مُحرجةً، إذ تطلب منهم بطريقتها الخاصة أن يُراعوا شروط الضيافة. في الواقع، لم تقل هذا الكلام صراحة، بل التمست منهم التقيد أكثر بالضوابط المهنية، بمعنى ألاّ ينبزوا بسوء عدوّ الأمس، الذي صار صديق اليوم. لا تستغربوا يا سادة! إنها حسابات…
تابعهل وصلت رسالة «البيت الأبيض» إلى العرب؟
ما إن تفتح التلفاز حتى تجد الوجوه نفسها التي «استوطنت» فضاءات السياسة والإعلام وغيرها، تتحدث عن «تخليق الحياة السياسية» و»تكريس الممارسة الديمقراطية» و«شفافية الاستحقاقات الانتخابية»… وغيرها من «الكليشيهات» المندرجة ضمن الحركات «التسخينية» استعدادًا للنزال الانتخابي الذي سيلتئم خلال الصيف المقبل. رؤية هذه الوجوه المتكررة المتناسخة حجّة كافية لدفع الكثيرين إلى العزوف عن التصويت خلال الانتخابات التشريعية والبلدية، وإن كُنّا حقيقة لا نتمنى ذلك، من منطلق الأمل في التغيير الذي يبدو أنه ما زال مطلبًا بعيد المنال. هُم أوّل مَن يمسك الميكروفون خلال التجمعات الخطابية. وهم كذلك أوّل مَن يتدافع نحو…
تابعبركات الشيخ «بايدن»!
محمود حسين ولجين الهذلول حرّان طليقان، يا للمفاجأة السارة، ويا للمصادفة الغريبة! «أم الدنيا» تفرج عن صحافي «الجزيرة» بعد أربع سنوات من الاعتقال التعسفي في السجن الاحتياطي بدون تهمة ولا محاكمة. و«بلاد الحرمين الشريفين» تفرج عن الناشطة السعودية الشهيرة بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، لا ذنب لها سوى أنها انخرطت في حملة القيادة النسائية للسيارات، فأُلبِسَتْ تهمة التحريض على تغيير النظام وخدمة جهات أجنبية. الحدثان معًا حديث الساعة في العديد من القنوات التلفزيونية العربية والعالمية، والكلّ يسجّل هذا التزامن الغريب للإفراج عن الإسمين معا في بلدين معروفين بتشددهما إزاء كل…
تابع