عبد الحق الزروالي.. صحبة المونودراما

سليمان الحقيوي (العربي الجديد ـ 16 فبراير 2015) ظلّت الكتابات حول المسرح تتجاهل المونودراما، ولم يُنشر، حتى الماضي القريب، بحث رصين يفصّل القول في هذا الفن بمسمّيات واصطلاحات تصنّفه كاتجاه له أصول. حضرت المونودراما بمسميات عدة، كـ “المسرح الفردي”، أو “مسرح الممثل الواحد”. كما ظلت الكتابات تتقاذفه تحت عناوين مختلفة، مُلحقة إياه بالكتابات الأخرى حول “أبي الفنون”. في كتابه الصادر حديثاً بعنوان “المسرح الفردي في الوطن العربي” (الهيئة العربية للمسرح)، يتناول الناقد المغربي الطاهر الطويل هذا النوع الفني منذ نشأته حتى اليوم، متسائلاً في مقدمته إن كان “لا يعدو أن…

تابع

أبطال مزورون!

الطاهر الطويل قديماً قيل: “يخلق من الشبه أربعين”. على أن التشابه بين الأشخاص لم يعد مادة للاستطراف والتعجب فقط، وإنما صارت له أيضا عدة وظائف جدية بالغة الأهمية، بدءا من الفن، وصولا إلى السياسة. والذين لهم إلمام بسيط بالسينما يدركون قيمة من يطلق عليه “الرجل البديل” أو “الرجل الضعف”، وينطبق كذلك على المرأة. والمقصود به ذلك الشخص الذي يكون شديد الشبه بالممثل صاحب الدور الرئيسي، فيتم اختياره بأدوار معينة عوضا عن الممثل النجم، في لقطات محددة، سيما تلك التي يكون فيها المرء عرضة لخطر ما (حريق، ارتماء من مكان عال،…

تابع

“خُدام الدولة” من مخلفات الأنظمة الفيودالية الإقطاعية

الطاهر الطويل مصطلح “خدّام الدولة” الذي ورد في البلاغ المشترك لوزيري الداخلية والمالية، على خلفية “فضيحة” تفويت بقعة أرضية لوالي الرباط بثمن بخس وما تناسل عنها من “فضائح” أخرى، يتعارض مع قيم الحداثة والديمقراطية، ويقترب من مخلّفات الأنظمة الفيودالية الإقطاعية التي عفا عنها الدهر قبل أكثر من خمسة قرون (في أوربا على الأقل)؛ وذلك لأنه يقوم على أساس تمييز ومفاضلة بين المواطنين، ويضع برزخا شاسعا بينهم، فهناك من جهة فئة “خدام الدولة”، وفي مقابلها يوجد السواد الأعظم من الناس. الفئة الأولى تستفيد من الامتيازات كافة، على مستوى السكن والسيارات والعلاوات…

تابع

الوطن الذي نستحقه… الوطن الذي يستحقنا!

الطاهر الطويل كان الإمام يتحدث بحماسة أمام المصلّين، في خطبة الجمعة، عن قيمة الوطن والوطنية، في أفق الاحتفاء بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، ولم ينس أن يوجّه نداءه إلى رجال ونساء الصحافة والتعليم، طالباً منهم أن ينقلوا إلى الأجيال الجديدة معاني المواطنة وما تتطلبه من تضحيات ونكران ذوات. لا يمكن ـ بالطبع ـ مقاطعة الإمام الذي كيّفَ خطبته السياسية بغلاف ديني (وهو عمل جائز في عُرف وزارة الأوقاف حين يتعلق الأمر بمثل هذه الموضوعات)، لأنّ في ذلك لغواً تبطل معه الصلاة، وسلوكاً ينبذه ديننا الحنيف. ومن ثم، خاطبتُه في نفسي: لعلك…

تابع

أئمة المساجد بالمغرب .. فقراء تابعون لوزارة غنية!

الطاهر الطويل يقف أحدهم وسط المسجد، ويطلب من باقي المصلين التبرع بما يتيسر لهم من نقود لفائدة الإمام. إنه مشهد يتكرر سنويا خلال العشر الأواخر من شهر رمضان في العديد من مساجد المغرب. مشهد يبرره البعض بنوع من العرفان والتقدير تجاه الفقيه الذي أمّ الناس في صلاة التراويح طيلة الشهر الكريم، فيما يعتبره البعض الآخر حركة تضامنية مع الأئمة ومختلف القيّمين على المساجد الذين يتقاضون أجورا متدنية جدا، لا ترقى إلى نبل المهام الدينية التي يقومون بها. ويثير المتتبعون ما يعتبرونها مفارقة غريبة، تتمثل في أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية…

تابع

الفسادُ مِـلّـةٌ واحدة!

الطاهر الطويل استعانةُ السلطة بمجرمين وذوي سوابق للهجوم على مشاركين في وقفة احتجاج سلمية أقيمت تضامنًا مع معتقلي الريف في تطوان ومدن اخرى، سلوكٌ منبوذٌ، ذكّرني بواقعة كنت شاهدا عليها في إحدى المدن منذ عدة سنوات. كنت أُنجزُ تغطيةً إعلامية لنشاط ثقافي، وخلال فترة استراحة بمعية أحد الزملاء ببهو الفندق الذي كنّا نقيم فيه، استرعى انتباهنا وجود جلبة وحالة استنفار غريبة. تبينّا الأمر، فلاحظنا أن مدير الفندق يُنادي على الحرس الخاص (وهم غلاظ شداد)، ويسلّمهم الراية الوطنية بأعداد وفيرة، ثم يأمرهم بالالتحاق بسيارة لنقل البضائع والانضمام الى أشخاص آخرين، يُعـبّـر…

تابع

كاتب مغربي يفوّت أرشيفه لفرنسا!

الطاهر الطويل فاجأ الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي (المقيم في فرنسا) الرأي العام الثقافي المغربي بإقدامه ـ أواسط عام 2013 ـ على تسليم كامل أرشيفه إلى مؤسسة فرنسية يُطلق عليها ‘معهد ذاكرة النشر المعاصر’. وتساءل بعض المهتمين عن خلفيات هذه الخطوة، وعمّا إذا كان تحكمها حالة التذمر التي عبّر عنها في كتابه الجديد ‘مغرب آخر’، كما استغربوا لماذا لم يجعل الكاتب اللعبي أرشيفه الخاص رهن إشارة مواطنيه ومثقفي وطلبة بلاده، وهو الذي عُرف بالتزامه ودفاعه عن قيم المواطنة الحقة والديمقراطية وإشاعة المعرفة للجميع. يشتمل الأرشيف ـ وفق ما ذكر مصدر…

تابع

ملحمة… وموازين!

الطاهر الطويل حاول الممثل المغربي سعيد الناصري أن يقيم الدنيا ويقعدها، تماشيا مع حالة الحماس العامة السائدة آنذاك، لترشيح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026، فجمع خليطا من الممثلين والإعلاميين والرياضيين و»نجوم» الطبخ وغيرهم، وطلب منهم أن يظلوا واقفين على صناديق خشبية، لتصورهم الكاميرات وهم يرددون كلمات تفتقر إلى الإبداع، وأطلق على ذلك المنتَج الغريب اسم ملحمة «أبطال». ورغم الهالة التي حاول الناصري إضفاءها على هذه «الملحمة»، عبر وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فإنها لم تظفر سوى بتقرير تلفزيوني قصير على القناة الثانية المغربية، خلافا لما حصل…

تابع